مسؤولون: احتمال توقيع اتفاق نقل السلطة في اليمن خلال أسبوع..نشرت بتاريخ - الاربعاء,27 ابريل , 2011 -04:49 صنعاء (رويترز) - قال مسؤولون يوم الثلاثاء انه قد يتم التوصل في غضون أسبوع الى تفاهم على التفاصيل النهائية لاتفاق توسطت فيه دول الخليج العربية يقضي بتخلي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة في حين يكافح اليمن لتفادي مزيد من السقوط في الفوضى.
وقال مسؤول بالمعارضة اليمنية ان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني سيزور صنعاء يوم الاربعاء حاملا دعوة لحضور مراسم توقيع الاتفاق يوم الاثنين في الرياض.
وقال قيادي اخر في المعارضة وهو محمد باسندوه المرشح الاقوى لقيادة الحكومة الانتقالية لرويترز أنه يتوقع استكمال اتخاذ الترتيبات والتوقيع على الاتفاق وأنه كلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل.
وحاول حلفاء اليمن من الدول الغربية ودول الخليج لاسابيع الوساطة للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ ثلاثة أشهر والتي انطلق خلالها المحتجون الى الشوارع للمطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما.
وقتل قناصة يتمركزون على أسطح منازل محتجا مناهضا للحكومة في تعز جنوبي صنعاء يوم الثلاثاء.
وتخشى واشنطن والمملكة العربية السعودية من أن انزلاق البلاد الى الفوضى أو العنف سيتيح فرصة أكبر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن للقيام بعمليات.
لكن في مؤشر على استمرار الغموض بشأن الخطة التي تتضمن استقالة صالح بعد 30 يوما من التوقيع قال مسؤول خليجي انه ربما تجرى محادثات مباشرة بين الجانبين اليمنيين في الرياض للاتفاق على التفاصيل النهائية قبل توقيع الاتفاق.
وقال مجلس التعاون الخليجي في بيان ان الرياض ستستضيف اجتماعا لوزراء خارجية دول المجلس يوم الاحد القادم لاستكمال اجراءات اقرار المبادرة الخليجية التي قال ان طرفي الازمة اليمنية وافقا عليها.
ولم يقدم المجلس تفاصيل أخرى بشأن ما اذا كانت مفاوضات أخرى ستجرى قبل توقيع الاتفاق.
وأيا كان من يقود الحكومة الانتقالية اليمنية فلن يضطر فقط للتصدي لجناح تنظيم القاعدة الذي حاول ضرب أهداف أمريكية وسعودية لكن سيتعين عليه ايضا التعامل مع انتفاضة في شمال البلاد وجنوبه.
وأزال ائتلاف للمعارضة يطلق عليه (اللقاء المشترك) ويضم اسلاميين ويساريين وقوميين عقبة رئيسية أمام تنفيذ الاتفاق عندما وافق يوم الاثنين على المشاركة في حكومة وحدة وطنية انتقالية في تحول عن رفضه الاقتراح في باديء الامر.
وشهد اليمن تصاعدا لاعمال العنف وانشقاقات عسكرية وتغيرا في المواقف السياسية مما غير توازن القوى في غير مصلحة الرئيس اليمني.
لكن توحيد كلمة المعارضة صعب في حد ذاته بينما يتخذ الاتفاق صبغة رسمية.
وقال شادي حميد مدير مركز بروكينجز في الدوحة "أود أن أصدق أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح.. الوضع يبدو مبشرا الان لكن هناك درجة أقل من الوضوح بشأن ما اذا كان الوضع سيبدو مبشرا خلال 15 أو 20 يوما."
وقال مسؤولون بالمعارضة لرويترز انهم وافقوا في النهاية على الخطة يوم الاثنين بعد تلقي تأكيدات من دبلوماسيين أمريكيين في صنعاء على أن صالح (69 عاما) سوف يتنحى فعلا في غضون شهر بمجرد التوقيع على الاتفاق.
وكان لدى (اللقاء المشترك) المعارض في باديء الامر مخاوف من أن صالح السياسي المخضرم يمكن أن يحبط خطط التنحي اذا لم يقبل البرلمان استقالته وهو الان يضم عددا كبيرا من أنصار الرئيس من أعضاء الحزب الحاكم.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن أعضاء بمجلس النواب من الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام "وقوفهم الى جانب الشرعية الدستورية واحترام ارادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع ورفضهم لاي انقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية" والتي بموحبها يبقى صالح في السلطة حتى 2013 .
وقال سلطان البركاني الامين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن انه يأمل أن تفي المعارضة بالتزاماتها. مشيرا الى أن ذلك يتضمن ازالة جميع المؤشرات على التوتر السياسي والامني.
وتعهد محتجون يطالبون بتنحي صالح فورا ومحاكمته بأن يواصلوا مسيراتهم الى أن تتم الاستجابة لمطالبهم. ولم يتضح ما اذا كانت أحزاب المعارضة بمقدورها ايقافهم اذا كان ذلك مطلوبا بموجب الاتفاقية الانتقالية.
وقال حميد "سنشهد تباعدا في المواقف بين المعارضة غير الرسمية (المحتجين في الشوارع) والمعارضة الرسمية.. وأعتقد أن الامر خارج تماما عن سيطرة الاحزاب السياسية حاليا."
ويخشى المحتجون أن تكون بعض أحزاب المعارضة والتي كان كثير منها حلفاء لصالح تتعاون مع الرئيس حاليا للحصول على نصيب أكبر من السلطة وليس لضمان احداث تغييرات حقيقية.
وقال حمدان زايد في صنعاء حيث يعتصم الاف المحتجين منذ أسابيع " بالنسبة لنا (المحتجين) سنواصل ثورتنا. لن نترك الشوارع بسبب هذا الاتفاق المحرج."
وقتل نحو 130 محتجا بعد أن اجتاحت الاضطرابات اليمن حيث يشعر الكثيرون من السكان بالاحباط بسبب الفساد المستشري وسوء الادارة. ويبلغ دخل نحو 40 بالمئة من السكان دولارين يوميا أو أقل كما أن ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة يواجهون جوعا منتشرا.
وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت اليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع اللقاء المشترك المعارض على ان تجرى انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته.
ويشعر خبراء بالقلق من أن فترة الثلاثين يوما ربما تتيح فرصة لتخريب محتمل.