تساؤلات إزاء تضارب تصريحات واشنطن حول مقتل بن لادنالأربعاء، 04 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 17:20 (GMT+0400)
الرئيس الأمريكي وطاقمه يراقبون تنفيذ عملية تصفية بن لادن
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- قدم مسؤولو الإدارة الأمريكية العديد من التصريحات والمعلومات المغلوطة والمتضاربة في غضون الأربعة وعشرين ساعة التي تلت تصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، في عملية أمريكية بباكستان، ما أثار تساؤلات حول العملية التي أنهت مطاردة لأكثر المطلوبين لأمريكا لقرابة عقد.وأولى تلك المعلومات المتضاربة أن نساء، من بينهن زوجته،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مع اندلاع المواجهات المسلحة حيث جزم مسؤولون أمريكيون بأن بن لادن شارك في التصدي للقوة المهاجمة، ما يعني أنه كان مسلحاً، وهو الأمر الذي لم يترك خياراً للكوماندوز المهاجمة، وهي من نخبة القوات الخاصة التابعة للبحرية - سيلز - سوى اغتياله.
والثلاثاء، خرج السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جاي كارني، بأحدث تفاصيل العملية "الجراحية" للقضاء على بن لادن، كما قدمتها وزارة الدفاع، لتقول بأن بن لادن كان أعزلاً ولم تكن هناك دروعاً بشرية لحمايته. (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وعزا كارني المعلومات المغلوطة والمتناقضة التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون فور الإعلان عن مقتل بن لادن جزئياً إلى صعوبة نقل المعلومات سريعاً أثناء وضع فوضوي ساد بعد العملية لنقل وقائعها التي جرت في الجانب الآخر من العالم.
وأضاف: "ما هو صحيح هو أن وفرنا قدرا كبيرا من المعلومات على عجل"، ونوه "عملنا بجد لرفع السرية عن المعلومات في سرعة قياسية لإيضاح أكبر قدر ممكن من هذه العملية بأسرع ما يمكننا، وضعاً في الاعتبار عدم كشف المصادر والوسائل وعدم التهاون في إجراءاتنا الاستخباراتية.
ومع ذلك، لم يوفر رده التبرير الوافي لأسباب إدلاء مسؤولين بارزين في إدارة واشنطن، من بينهم ، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، رجل الاستخبارات المحنك المشهور بدقته المتناهية، بمعلومات خاطئة بدت وكأنها تهدف للمزيد من الحط من قدر بن لادن.
وكان برينان أول مسؤول كبير في إدارة واشنطن يدلي بتصريحات للصحفيين بتفاصيل ما حدث في باكستان تلو كلمة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الاثنين، أكد فيها بأن العدالة أخذت مجراها بمقتل بن لادن في عملية أمريكية بمنطقة "أبوتاباد" بباكستان.
وقال برينان في مؤتمر صحفي بجانب كارني إن بن لادن شارك في معركة بالأسلحة النارية مع القوة التي اقتحمت المنطقة، وأن امرأة قتلت بعدما استخدمت كدرع بشري لحماية زعيم القاعدة من الطلقات النارية.
وتابع حديثه أمام حشد الصحفيين ساخراً بالقول كان "يعيش في مجمع تبلغ قيمته أكثر من مليون دولار، في منطقة بعيدة عن الجبهة الأمامية ويحتمي وراء نساء وضعهم أمامه كدرع."
ولم يقف الأمر عند برينان، بل أدلى مسؤول عسكري بارز في البنتاغون بتصريح مماثل قال فيه إن بن لادن والرجال الآخرين في المجمع "بالتأكيد استخدموا النساء كدروع بشرية."
ويشار إلى أن برينان، تراجع عن تصريحه السابق أثناء مقابلة مع قناة "فوكس" الثلاثاء، بأن بن لادن كان مسلحاً أو أنه احتمى وراء النساء.
والثلاثاء، كشف البيت الأبيض الثلاثاء المزيد من التفاصيل حول العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل بن لادن، وقال كارني إنه لم يكن مسلحاً عندما قتل على أيدي القوة الأمريكية المهاجمة، موضحاً أن قرار قتله تم أثناء التنفيذ للعملية.
وأضاف كارني أن بن لادن قاوم عملية اعتقاله أثناء الهجوم على مقره، مضيفاً "أعتقد أن المقاومة لا تقتضي بالضرورة وجود أسلحة."
ورد كارني على سؤال إذا ما حاول بن لادن جذب سلاح أو مهاجمة أحد أفراد الكومامندوز، رد قائلاً: "لم يرفع يديه ويستسلم."
وأوضح مسؤول أمريكي، تحديث شريطة عدم كشف هويته، لـCNN، إن بن لادن قتل إثر قيامه بـ"حركة تهديد."
وفي الأثناء، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ليون بانيتا، في مقابلة الثلاثاء، إن قوة الكوماندوز كان لديها تصريح واضح يخولها قتل بن لادن.
وأضاف: ""وفقا لقواعد الاشتباك إذا كان قد رفع يديه واستسلم وبدا وكأنه لا يعتبر كتهديد، عندها كانوا سيعتقلونه."
وكان للتصريحات المبدئية مفعولها، فقد صرح النائب باتريك ميهان لدى جلسة حول باكستان بمجلس النواب، الثلاثاء،" قيل أنه توفي ويحتمي بامرأة كدرع وهي صورة ترسخ الطبيعية الحقيقة لشخصيته.. هذا الجُبن سوف يكون جزءا من تراثه."
ويذكر أن قوة أمريكية كوماندوز أمريكية أنهت، الاثنين، أطول مطاردة دامت زهاء عشرة أعوام لأخطر مطلوب لأمريكا، أشعل شرارة الحرب على الإرهاب، في عملية راقبها الرئيس الأمريكي وطاقمه الأمني تنفيذها من البيت الأبيض عبر الفيديو.