استطلاع أمريكى يؤكد تفوق حزب العدالة والحرية على الوفد نشرت بتاريخ - الاربعاء,20 يوليو , 2011 -13:29 نقلا عن اليومى..
كشف أحدث بحث عن الأحزاب السياسية والانتخابات فى الشارع المصرى، أعدته شركة «tns» الأمريكية للأبحاث والقياس عبر فرعها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن 84 % من المصريين الذين شملتهم عينة البحث فى 9 محافظات، على معرفة تامة بحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فيما جاء حزب الوفد الليبرالى فى المرتبة الثانية من حيث معرفة الناس به بنسبة 78 %، بينما جاء حزب الغد فى المرتبة الثالثة، والذى أسسه الدكتور أيمن نور بنسبة 54 %، بينما جاءت الأحزاب الأخرى فى ذيل القائمة بنسب متدنية عن المراكز الثلاثة الأولى.
وأظهر البحث حالة من الضبابية وعدم وضوح الرؤية السياسية لدى عدد كبير من المصريين، حيث جاءت نسبة من لم يحددوا بعد لمن سيعطون أصواتهم فى الانتخابات القادمة 46 %، مقارنة بـ54 % استطاعوا أن يتخذوا قرارهم فى هذا الشأن، وأيضا كان لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين نصيب الأسد من بين الذين حددوا اختياراتهم بالتصويت له، حيث حظى بنسبة 14 %، لأنه - حسب المشاركين فى البحث - حزب «صادق وأمين» وسيطبق الشريعة الإسلامية والعدالة الاجتماعية، وأنه يسعى لإصلاح البلد، بينما جاء الوفد فى المرتبة التالية له بنسبة 12% مما يعكس تقاربا ملحوظا بين أكبر قوة سياسية فى التيار الإسلامى، ونظيرتها فى التيار الليبرالى. وكان من أهم ما يدفع المشاركين فى البحث للتصويت للوفد أنه عريق، ويحارب الفساد، ويهتم بالإصلاح، فيما تساوى مع الوفد الذين حددوا اختياراتهم فى مرشح مستقل بعيداً عن الأحزاب بنسبة 12 % أيضا.
كما تطرق البحث إلى ما يطمح إليه المصريون فى القرارات التى يتخذها أى حزب سياسى يسعى للتواجد، حيث أظهر 19% من المشاركين فى العينة أن أول قرار سيتخذه أحدهم إذا اختير رئيسا لحزب، هو القضاء على البطالة، تلاه قرار تحسين مستوى المعيشة، بينما كانت المفارقة أن توفير الأمن والأمان، والاهتمام بالتعليم، ومحاربة الفساد، فى المراكز الأخيرة بنسب تتراوح بين 4 و5 %، مما يعكس انحسارا ملحوظا فى اهتمام الناس بتوفير الأمن والتطلعات السياسية، على حساب المطالب المعيشية، مثل القضاء على البطالة، وغلاء الأسعار، وتحسين المعيشة، وتوفير السكن.
وتضمن البحث مفارقات أخرى، مثل أن 29 % من المشاركين ذكروا أن أول ما يطرأ على تفكيرهم عند ذكر حزب الوفد هو اسم «سعد زغلول»، بينما جاء اهتمامه بالإصلاح فى المرتبة الثانية، يليها أنه «حزب قوى». وعلى الطرف الآخر كان فى مقدمة ما ارتبط ذهنياً بحزب «الحرية والعدالة» بنسبة 39 % أنه سيطبق الشريعة الإسلامية فى الحكم، ويليها بنسبة 29 % أنه حزب قوى، وله مصالح خاصة فى الوصول للحكم.
وفيما يخص نقاط القوة والضعف لدى الحزبين، فقد كشف البحث أن 30 % من المشاركين قالوا إن قوة حزب الوفد تكمن فى أنه «عريق»، ثم بنسبة 15 % «قوى»، و7 % لديه تمويل جيد، ومثلها لأنه منتشر، و4 % لأنه «صادق»، بينما جاءت أهم نقاط الضعف فى حزب الوفد- حسب المشاركين- الخلافات بين أعضائه بنسبة 19 %، وبالنسبة نفسها أنه «غير معروف»، ثم 10 % أنه لا يجدد نفسه، فيما كان أقوى ما فى حزب «الحرية والعدالة» بحسب 22 % من المشاركين فى البحث، أنه يطبق الشريعة الإسلامية، ثم بنسبة مماثلة أنه «قوى ومتماسك»، وبنسبة 18 % أنه حزب «منظم»، بينما جاء فى البحث أن أهم نقاط ضعفه كالتالى: 22 % أنه متشدد، و17 % أنه يخلط الدين بالسياسة، و13% للخلافات بين أعضائه، ونسبة مماثلة لكونه يتبنى «التعصب الدينى».
وقال محمد أحمد، المدير العام لمؤسسة «tns» إن البحث ركز اهتمامه على وضع الأحزاب فى الظروف الحالية، وكيف يرى الناس هذه الأحزاب، وماذا يطلبون منها، مشدداً على أن استئثار حزبى الوفد والحرية والعدالة على آراء النسبة المشاركة فى البحث لا يعنى بالقطع أنهما الأفضل، ولكن هذا يعود لأنهما الأكثر انتشاراً وشعبية وقرباً من رجل الشارع، فى الوقت الذى مازالت فيه الأحزاب الأخرى غير منتبهة لكونها بعيدة عن مقومات الانتشار، مطالباً تلك الأحزاب بالتحرك حالياً بسرعة أكثر للتأثير فى الانتخابات القادمة، خاصة أن الوضع يسمح، حيث يبحث المصريون عن بدائل أكثر للاختيار بينها، مضيفاً أن خوف الناس من الإخوان يرجع لقلقهم من التشدد، وخلط الدين بالسياسة، لكن هذا لم يحرمهم من نسبة كبيرة من الرضا عن أدائهم، لكونهم منظمين ومنتشرين، لافتاً إلى أنه رغم تاريخ وعراقة حزب الوفد، فإن الخلافات بين أعضائه أصبحت نقطة كاشفة لضعفه، وإن كانت النتائج تشير إلى عودته للتماسك، كما أن مصداقيته تزداد فى الفترة الأخيرة.
وأضاف أن مصداقية هذا البحث تنبع من كونه أول بحث متخصص عن الأحزاب، وأجرى على عينة عشوائية فى 9 محافظات متنوعة جغرافيا، مؤكداً أن البحث كشف تغير اهتمامات المصريين عما كانت عليه بداية الثورة، فبعدما كان اهتمامهم أكثر بتوفير الأمن الشخصى والأمان السياسى، أصبحوا يبحثون عمن يؤمن لهم لقمة عيش، وحياة كريمة، ولا بد للأحزاب جميعها أن تنظر لتلك الزاوية، وتنبذ خلافاتها جانبا، مشيراً إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات لم يبرز أى حزب برنامجا واضحاً يجذب الناس إليه.
وتعد شركة «tns» إحدى كبرى شركات البحوث فى العالم، حيث تأسست عام 1946 فى الولايات المتحدة، وأجرت عدداً هائلاً من المسوح والأبحاث والبعثات، مما وضعها فى القائمة الثالثة من بين العشرة الأوائل فى مجال الأبحاث فى العالم.