فقد أصدر البيت الأبيض أيضا بيانا مساء الخميس الموافق 27 يناير أكد خلاله أن الاحتجاجات في مصر تشكل فرصة للرئيس حسني مبارك حتى يستمع للصوت المطالب بإجراء إصلاحات سياسية .
وبالنظر إلى أن الموقف السابق يتضمن تحذيرا ضمنيا للنظام الحاكم في مصر بأن واشنطن لن تستطيع أن تفعل شيئا في حال تدهورت الأمور إلى ما لايحمد عقباه ، فإن الشكوك زادت حول طبيعة المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية الجديدة ضد مصر ، فإسرائيل مع استمرار حكومة نظيف بينما واشنطن تسير في اتجاه تأييد الطرف الرابح .
ولعل تزامن الموقف الأمريكي مع عودة البرادعي للقاهرة يضاعف من الشكوك في هذا الصدد خاصة وأن الأخير دعا صراحة لتقاعد الرئيس مبارك .
وكان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أعلن الخميس الموافق 27 يناير أن الوقت قد حان كي يتقاعد الرئيس مبارك ، معبرا عن استعداده لتولي السلطة لفترة انتقالية إذا طلب الشعب ذلك.
وتابع البرادعي " الكثير من المصريين لم يعودوا يتحملون حكومة الرئيس مبارك حتى لو استمرت في السلطة كحكومة انتقالية " ، واصفا النظرية القائلة إن مبارك وأشباهه من الزعماء يمثلون الحصن الوحيد ضد "التطرف الإسلامي" بأنها "نظرية كاذبة" .
واستطرد " إذا كنا نتكلم عن مصر، فهناك طيف واسع من العلمانيين والليبراليين وأولئك الذين يؤمنون بسياسات السوق ، إذا منح هؤلاء فرصة فسيتمكنون من انتخاب حكومة حديثة ومعتدلة".
وبالنظر إلى أن البرادعي كان أطلق حملة العام الماضي تدعو للتغيير السياسي وهي حملة عقد عليها بعض المصريين حينها الآمال بأن تنجح في توحيد القوى المعارضة للنظام الحاكم ، فقد وجد البعض في عودته من فيينا دعما معنويا للمتظاهرين ، إلا أن هناك من رأى في خطوته السابقة "ركوبا" لموجة الاحتجاجات قد يضر البرادعي أكثر مما يفيده خاصة وأن غيابه لفترات طويلة عن مصر أفقد حملته جزءا من بريقها وجاذبيتها كما أنه سيظهر وكأنه يحاول استغلال الفرصة المواتية حاليا رغم أنه لم يكن مشاركا فيها لحظة انطلاقها ، بل وهناك من ربط صراحة بين عودته والبيان الذي أصدره البيت الأبيض في 27 يناير .
وأيا كانت حقيقة وجهات النظر السابقة ، فإن هناك محاولات إسرائيلية أمريكية تحاول الاصطياد في المياه العكرة بل إن التباين في موقفيهما هو على الأرجح بمثابة توزيع للأدوار لكي يسير الوضع في مصر بما يخدم مصالحهما ، الأمر الذي يتطلب الحذر واليقظة من قبل المصريين جميعا ، فالأزمة الحالية يجب أن تبقى في إطار البيت الواحد بعيدا عن المزايدات الخارجية .
وتبقى حقيقة هامة وهي أن نفاق الغرب تأكد أكثر وأكثر خلال انتفاضة الشعب التونسي ولذا فإنه لابد من إجهاض أية محاولات للمزايدة على احتجاجات مصر مبكرا .