عادل
عدد المساهمات : 292
| موضوع: بداية الإرهاب.. سر يكشف لأول مرة * الأحد 06 فبراير 2011, 2:37 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كتبهامحمد حمدي ، في 23 فبراير 2009 الساعة: 12:29 م
فى نهار يوم حار جدا من أيام شهر أغسطس عام 1990، وفى شارع ترسا بمنطقة الهرم توقفت سيارة حمراء، ونزل منها أربعة أشخاص أطلق احدهم النار على مواطن يسير فى الشارع فلقى مصرعه على الفور، واتضح بعدها أن القتيل هو الطبيب علاء محى الدين المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية التى كانت ناشطة فى الجامعات وفى المساجد وخاصة فى الصعيد ولم تكن قد عادت للعنف مرة أخرى.
حادث القتل الغامض أشعل نيران الفتنة فى مصر، حيث اتهمت الجماعة الإسلامية قوات الأمن بقتل المتحدث باسمها، وردت بعدها بثلاثة أشهر باغتيال الدكتور رفعت المحجوب فى نهار الجمعة 12 نوفمبر من نفس العام بعد لقائه وفدا برلمانيا سوريا فى فندق الميرديان، حيث انتظره عدد من عناصر الجماعة أمام فندق شبرد بجاردن سيتي وأطلقوا عليه وابلا من النيران أدى إلى مصرعه على الفور، ليدشن هذا الحادث مولد الموجة الثانية من الإرهاب على يد الجماعة الإسلامية والذى استمر بعد ذلك حتى أعلنت الجماعة مبادرة لوقف العنف عام 1997.
لكن ما لم يعرفه أحد أن علاء محي الدين وقبل مصرعه بأيام كان يدخل مقر جريدة الشعب فى 313 شارع بورسعيد بالسيدة زينب حيث عقد اجتماعا مغلقا استمر أكثر من ساعتين مع رئيس تحرير الشعب المرحوم عادل حسين، ولم يعرف أحد غير المعنيين بالأمر أن هذا الاجتماع كان مخصصا لبحث تحالف بين حزب العمل والجماعة الإسلامية المصرية، حيث عرض عادل حسين على علاء محى الدين فتح باب الحزب للجماعة الإسلامية وترشيح عدد من قياديها فى انتخابات مجلس الشعب التى كان يزمع إجراؤها فى نهاية عام 1990 بعد حل مجلس الشعب بناء على حكم من المحكمة الدستورية بعدم دستورية الانتخاب بالقوائم النسبية المشروطة الذى استبعد المستقلين، وهذه هى الأنباء التى تسرت عن هذا الاجتماع لعدد قليل من الصحفيين العاملين بجريدة الشعب وكنت منهم.
عرفت بعد ذلك أن الجماعة الإسلامية لم تكن تحبذ الدخول فى عضوية حزب العمل الذى كان متحالفا مع جماعة الإخوان المسلمين، لكن كان هناك بداية لقبول عرض عادل حسين بالتنسيق فى انتخابات مجلس الشعب 1990 سواء بدعم مرشحى حزب العمل أو حتى بترشيح عدد من قيادات وكوادر الجماعة الإسلامية فى الانتخابات، وانتهى الاجتماع دون حسم القضية لكنه كان بداية تتلوها اجتماعات أخرى لم تتم بعد ذلك بسبب قتل علاء محى الدين ثم اغتيال رفعت المجوب.
رحل عادل حسين بعد ذلك بسنوات، محتفظا بسره معه، ولم يعرف أحد من قتل علاء محى اليدن ولماذا قتل، وهل كان لاجتماعه مع عادل حسين علاقة بقتله أم لا، لكن عملية قتل المتحدث باسم الجماعة الإسلامية أغلقت الباب أمام تحول تللك الجماعة إلى العمل السياسي والعام ونقلتها إلى العمل العنيف والعمليات الإرهابية التى راح ضحيتها المئات من المواطنين وأعضاء الجماعة والسائحين وعدد غير قليل من رجال الشرطة.
من قتل علاء محيي الدين؟ .. وهل كانت عملية القتل تهدف إلى منع أى تحالف بين الجماعة الإسلامية وحزب العمل؟.. وهل كان تسييس الجماعة الإسلامية خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه؟.. ثلاثة أسئلة لم يجب عليها أحد حتى ربما لأن الأطراف الثلاثة التى كانت على دراية وثيقة بتفاعلات الأحداث قد رحلت عن عالمنا وهم عادل حسين وعلاء محيي الدين ووزير الداخلية عبد الحليم موسى، لكن الأكيد أن بعضا من قادة الجماعة الإسلامية الذين خرجوا من السجون ربما يمكنهم إضاءة هذه النقطة المعتمة، والتى تتعلق بالفترة الأكثر دموية فى التاريخ المصري الحديث حينما أطلقت الجماعة الإسلامية عملياتها الإرهابية طوال النصف الأول من تسعينات القرن الماضى.
*هذا ليس مقال رأى ولا يتعارض مع قوانين العمل، وإنما مجرد خواطر لا يجوز معاقبة أصحابها عليها ماديا او معنويا..لأنه جزء من مذكراتى عن عشرين عاما فى بلاط صاحبة الجلالة أنوى إصداراها قريبا فى كتاب.. والله أعلم | |
|