ميدان التحرير في القاهرة شد انتباه العالم إبان الثورة الشعبية المصرية
قال الكاتب ديفد غاردنر إن الثوابت القديمة بدأت تتداعى أمام الثورات الشعبية العربية أو ربيع العرب، موضحا أنه كان يقال إنه لا حرب في المنطقة بدون مصر، أو سلام بدون سوريا، ولكن هذه الثوابت تداعت أمام الثورات التي أطاحت بنظامين خلال شهور.
وأشار غاردنر في مقال نشرته له صحيفة ذي فايننشال تايمز البريطانية إلى أن ثوابت الماضي في المنطقة العربية بدأت تتهاوى أمام الديمقراطيات الناشئة، وأن مصر الجديدة سرعان ما بدأت بإعادة تشكيل سياساتها الخارجية بشكل مختلف في أعقاب سقوط الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك .
فالقاهرة بدأت بإذابة جمود العلاقة مع طهران، والتي كانت انهارت عام 1979 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية.
" المصالحة بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية تمت بالرغم من الاستحالة في التصالح وفق التصور الذي كان يراه المخلوع مبارك ورئيس مخابارته المخلوع عمر سليمان
" |
كما أن الجيش المصري تمكن الأسبوع الماضي من عقد اتفاق مصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (
حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في القاهرة، بعد أن كان النظام المصري المخلوع يقف حجر عثرة في طريق الاتفاق بين الجانبين الفلسطينيين المتخاصمين، بل وكان يطبق الخناق على رقاب أهالي القطاع ويحاصرهم لسنوات.
استحالة التصالح
والمصالحة بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية تمت بالرغم من شبه الاستحالة في التصالح وفق التصور الذي كان يراه كل من مبارك ورئيس مخاباراته المخلوع عمرسليمان في ما مضى.
وبالرغم من اعتماد الجيش المصري على دعم أميركي يقدر بـ1.3 مليار دولا سنويا، فاستبعد الكاتب خضوع مصر ما بعد الثورة لسياسات الاستبزاز الإسرائيلية أو حتى الأميركية بالشكل الذي كان.
كما أشار غاردنر إلى ما وصفه بترنح نظام الرئيس السوري بشار الاسد في ظل الثورة الشعبية في البلاد، وإلى أن سوريا لم يعد بمقدورها المناورة في تشكيل السياسات في المنطقة بالطريقة التي كانت ترسمها في حقبة ما قبل الثورات الشعبية في الشرق الأوسط.
واختتم الكاتب بالقول إن الثورات الشعبية العربية أطاحت بنظامين دكتاتوريين حتى الآن، أحدهما في تونس والآخر في مصر، وإنها هي التي بدأت تعيد تشكيل الأحداث في المنطقة بالرغم من انطلاقها قبل ما لا يزيد على أربعة أشهر، وإنه لم يعد أي اعتبارات للثوابت القديمة أمام الشعوب العربية الثائرة