طارق رمضان: ''الإخوان'' شاركوا فى الثورات العربية دون أن يتحكموا فيها نشرت بتاريخ - الثلاثاء,19 يوليو , 2011 -22:31 كتب - تامر الهلالي:
قال المفكر الاسلامي طارق رمضان ان المستقبل الذي ينتظر الربيع العربي لا يمكن توقعه، واصفا ما يحدث من ثورات في العالم العربي بأنه بعيدة كل البعد عن أن تصنف ك '' ثورات اسلامية ''.
وقال رمضان أثناء إلقاءه محاضرة في متحف الحضارة بكندا نقلتها صحيفة ' أوتاوا سيتيزين' الكندية، فى عددها الصادر ، الاثنين الماضي، ان السواد الأعظم من الذين اضطلعوا بالثورات كانوا بالأساس يطالبون بتحقيق ' الحرية والكرامة والعدالة و الديمقراطية'، بعيدا عن أي ايديولوجية سواء اسلامية أو غيرها، واصفا اياهم بأنهم ' يشاركوننا في الغرب نفس المباديء العليا والأفكار' .
وأكد حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، على أن مخاوف أوروبا وأمريكا المزعومة من هاجس سيطرة الاخوان المسلمين على الحكم كبديل للانظمة الأوتوقراطية الديكتاتورية العربية قد تم نسفها من الأساس، والتأكد من أنها فزاعة كانت الانظمة الديكتاتورية العربية تمرر من خلالها سياساتهم المستبدة .
وذهب رمضان - استاذ الدراسات الأسلامية بجامعة أكسفورد البريطانية - الى أن القوى السياسية الاسلامية وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين قد شاركوا بالثورات العربية لكنهم لم يتحكموا فيها، لافتا الى أن الجماعة تشهد انقسامات داخلية في صفوفها، وان قيادات الجماعة الحالية لا تمثل الجيل الصاعد من شباب الجماعة، والذين قام من بينهم من انشق عن الجماعة وكون أحزابا سياسية مستقلة عنها.
وأضاف رمضان:' أن الأمال المعقودة على قيام ديمقراطية حقيقية في البلاد العربية التي تشهد ثورات قد تذهب أدراج الرياح بسبب الانقسامات الهائلة في الموقف السياسي، ولكنه في نفس الوقت يحدوه ' تفاؤل حريص' بشأن ما قد يسفر عنه الربيع العربي' .
ووصف رمضان ما تشهده كلا من مصر و تونس بـ'الحقيقة الصعبة'، وهي أن الانقسام السياسي الحاد الجاري الآن في هذه البلاد، قد يؤدي في النهاية الى توقف المسيرة نحو الديمقراطية .
وأكد رمضان أن الأمور في البلاد العربية التي شهدت ثورات ' معقدة للغاية'، ولا يمكن وصفها بأنها بسيطة أو التفكير فيها و تحليلها من جانب أو زاوية واحدة، فعناصر الجيش المصري التي ساندت الثورة.
وتابع رمضان: ' من بينهم في الوقت ذاته من له ولاء للمؤسسة العسكرية الأمريكية، ويحاولون أن يسيروا بالأمور بما يخدم مصالحهم في الأساس' .
وقال أنه' على الرغم من امريكا كانت تدعم نظام مبارك فان إدارة بوش الابن كانت تعمل في الوقت ذاته على تدريب كوادر وقيادات من الشباب المسلم على استخدام تكنولوجيا التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية للظغط في طريق اصلاحات ديمقراطية في بلادهم' .
و تابع: 'ان ذلك لا يعني ان أمريكا هي التي حركت تلك الثورات أو كانت السبب وراءها لأنه لم يكن من الممكن توقع احتشاد هذه الجماهير الغفيرة التي ملأت الشوارع أثناء تلك الثورات، فضلا عن امتلاك القدرة على حشدهم' .
وأضاف: ' لكن أمريكا مثلها مثل أي قوة في العالم تنشد التحكم في مجريات الأمور' .
وذهب رمضان الى أن الدول الأوروبية وأمريكا يدلون بدلوهم في الأحداث الحالية في العالم العربي، في محاولة للتأثير في مجريات الأمور من أجل ابعاد قوى أخرى مثل الصين مثلا عن منطقة الشرق الأوسط.