حسين سالم.. ''صندوق الأسرار الأسود'' لمبارك وعائلته نشرت بتاريخ - الخميس,11 اغسطس , 2011 -05:06 ذكاءه السياسي الحاد، جعله يتوج ملكًا على عرش رجال الأعمال الفاسدين، عشقه لمصلحته الشخصية، سمح له باجتياز كل الخطوط الحمراء، تلوّنَ بكل لون، فاستفاد من الجميع، فقد عرف بالنديم، ذلك الشخص الذي يقوم بإضحاك الآخرين مستغلا ذكائه في التقرب منهم.
نتحدث عن حسين سالم، ذو الأصل السيناوي، والذي عمل بالمخابرات العامة، على الرغم من إصابة عينيه بإصابة مستمرة معه حتى الآن، خدم مع امين هويدي، رئيس المخابرات العامة المصرية ووزير الحربية في عهد جمال عبد الناصر، وذلك عندما كان سفيرا لمصر في العراق، ثم تم نقل سالم إلى الامارات، حتى تم القبض عليه أو بما يشبه الاعتقال، ولكن علاقته القوية بشخصيات الحكم في الإمارات جعلته يفلت من الاعتقال.
رجل الأعمال الهارب، والمتهم في العديد من القضايا، منها التربح من بيع الغاز المصري لاسرائيل، كان الشخص الوحيد القادر على إخراج الرئيس السابق من حال الضيق إلى حال السعادة، وذلك حسبما ذكر برنامج ' كل رجال الرئيس'، الذي يقدمه الصحفي الكبير ' عادل حمودة' على قناة سي بي سي الفضائية.
يمتلك سالم 7000 غرفة، في مدينة السياحة الأولى في مصر 'شرم الشيخ'، بالإضافة إلى محطات لتحلية المياه، إضافة إلى سلسلة فنادق ' موفنبيك'، والتي حاول بيعها عندما استشعر بحسه المخابراتي قبل عامين، صعوبة استمرار مبارك على سدة الحكم في مصر، فعجل ببيعه إلى شخص يدعى 'ناصر عبداللطيف'، بمبلغ يتراوح بين 70 و 80 مليون دولار.
الخبر لم يبقى في طي الكتمان، حتى سارع الصحفي عادل حموده بنشره، مصحوبًا بتحليل حول أن ذلك يمثل تخوفا من حسين سالم من عدم استمرار مبارك في الحكم، فسرعان ما تراجع سالم عن الصفقة، وبقي ' موفينبيك' في حوذته، مفضلا استمرار علاقته الجيدة بالرئيس السابق، على الرغم من حبه الشديد لذاته.
يحكي عادل حمودة في برنامجه أن حسين سالم بعث ذات مرة بطائرة خاصة محملة بكميات هائلة من ' الأيس كريم'، خلف طائرة علاء مبارك الخاصة، والذي ذهب بها إلى فرنسا، لمجرد أن نجله الراحل محمد طلب نوع معين من الأيس كريم الذي كان يُباع في أحد فنادق حسين سالم في شرم الشيخ.
حكايات حسين سالم الكثيرة، جعلت البعض يقول إنه الصندوق الأسود لعائلة مبارك، فهو شريكهم في عمولة بيع الغاز لإسرائيل، وصداقته مع العائلة ممتدة منذ عشرات الأعوام، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع، هل سيتخلى حسين سالم الهارب بأسبانيا عن صديق العمر القابع في المركز الطبي العالمي للعلاج، أم سيظل وفيًا له على الرغم مما عرف عن سالم بذاتيته الشديدة، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.