الشريعة الإسلامية ؛ شريعة شاملة... كاملة
الكاتب : عمرعبدالرحمنإن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد...
فيقول رب العزة تبارك وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
من الناس من يفهم الإسلام على أنه بعض صلوات يؤديها، وكثيراً ما تكون خالية من الخشوع والخضوع لله.
ومن الناس من يفهم الإسلام على أنه يؤدي مناسك الحج أو يعتمر، وقد يكون في عنقه من كثير من المظالم، فنرى ظالمين طغاة يؤدون الحج والعمرة، ويظنون أنهم بذلك فعلوا ما عليهم من واجبات نحو دينهم.
ومن الناس من يرى الإسلام مظاهراً وأشكالاً وأضواء وأنواراً تعلق، وسرادقاتٍ تنصب، ومقاعد يُدفع فيها بعض المال، ويظن أنه بذلك أدى ما عليه.
أهذا هو دين الإسلام الذي جعله الله خاتم الأديان؟أهذا هو دين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث به ليخرج الناس؛ {مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}؟أهذا هو الذي أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، وجعل فيه الحل الكامل لأدواء الشعوب ومشاكل الأمم؟كلا! إن الإسلام ليس كذلك أبداً، إنه دين عالمي، صالح لكل زمان ومكان.
فالذين يفهمون أن الإسلام؛ قاصر على المسجد، وما صرح به بعض المسئولين [2]؛ من أن مكان الإسلام المسجد، وأنه لا يتجاوزه إلى غيره، وهدد هذا المسؤول وتوعد.
هكذا يفهمون الإسلام، كما قال لي بعضهم؛ "أنه صلاة وصوم، ورجب وشعبان"!
بهذا الفهم السقيم وبهذا القصور؛ يفهم الإسلام وعظمته؛ [. . .] من يسمون أنفسهم بالمسلمين.
إن الإسلام دين له قواعد وأصول شاملة جامعة للناس جميعاً، وانه لا يكون في المسجد فقط، إنما المسجد مركز الإشعاع، وهو الطاقة والقوة التي يستمد منها المسلم انطلاقه، {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.
فليس الإسلام مكانه المسجد، إنما مكانه كل ميادين الحياة، مكان الإسلام دواوين الحكومة، والوزارات، والمحافظات، و "الأقسام" [3]، وكل مكان في الحياة ينطلق منه الإسلام، ويُدعى إلى الإسلام بهذه الأماكن كلها.
هذا الفهم القاصر يجب أن يرجع عنه من لا يفهمون الإسلام.
إن الإسلام نظام متكامل للحياة، فيه السياسة والاقتصاد، وفيه الاجتماع والأسرة، فيه الحرب والسلم، ونظام المعاش والمعاد، كل شيء يتضمنه الإسلام ويتكفل به.
حتى قال خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه: (والله لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله).
إن كتاب الله وسنة رسوله تشمل ما يحتاجه الإنسان في حياته كلها، والذين يزعمون؛ أن السياسة منفصلة عن الإسلام؛ أولئك قوم جهال، أضلهم ما هم فيه من جاه حكم وسلطة، وأبعدهم عن الحق.
فالإسلام فيه السياسة، كما فيه قيادة الحرب، كما فيه نظام الاقتصاد، لا فرق بين هذا وذاك.
وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الذي يؤم الناس في المسجد ويعلمهم ويربيهم، وكان هو القائد والسياسي المحنك والرجل الذي لم تعرف البشرية مثله؛ عظمة ورفعة وقوة، فكيف انفصلت السياسة عن الدين؟!
والذين يدرسون الاقتصاد؛ يدرسون اقتصاد الشرق واقتصاد الغرب، يدرسون الشيوعية والرأسمالية، ولا يتحدثون في قليل ولا كثير عن اقتصاد الإسلام، ومن تحدث منهم؛ فإنه يتحدث بكلمات على استحياء، مشيراَ إلى بعض ما في الإسلام في هذا الأمر، ولم يعرف أن للإسلام نظاماً اقتصادياً منفصلاً.
فقد تكلم الإسلام عن الزكاة؛ فأوجبها، وعن الربا؛ فحرمه، ودفع بالمال إلى الأسواق، واستخرج المال من أماكن كنزه حتى تقوم الدورة المالية بوظيفتها.
لا يتحدثون عن نظام الاقتصاد في الإسلام؛ [الذي] يحقق قول الله تعالى؛ {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً، للإسلام نظام اقتصادي متكامل. وفيه نظام الدفاع والجندية؛ يحقق قول الله تعالى؛ {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ}. ونظام ثقافي علمي؛ دعى إليه الوحي في أول آيات الذكر الحكيم؛ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. وفيه نظام للأُسرة؛ ينظم البيت، ويحقق فيه الفضيلة والعفة والطهر والنقاء، وهو ينادي المؤمنين؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.
إنها نار خاصة، لا توقد بالمواد المشتعلة، إنما توقد بالناس!.. بالناس الذين بعدوا عن الإسلام وقصر فهمهم عن الفهم الصحيح للإسلام، وقودها الطغاة والظلمة، وقودها الذين يقفون لشريعة الإسلام بالمرصاد، يؤخرون تطبيقها، بل يؤخرون الكلام فيها، ويتخذون أوقات متباعدة، ويصدون كل من يريد أن يتحدث عن الشريعة الإسلامية.
وقودها الناس الذين [ . . . ] [4] يحققون الديكتاتورية والاستبداد والظلم والطغيان.
وقودها هؤلاء الناس، ومعهم الحجارة... حجارة! لا يساوي هؤلاء الناس إلا تلك الحجارة، تجتمع معهم، فأي مهانة وأي مذلة أشد من هذا؟! لانهم يهينون الإسلام، ويهينون شريعته، ويصدون الناس لا عن تطبيقها فحسب، إنما عن مجرد الكلام فيها... {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. في الإسلام نظام للفرد؛ يحقق طهارته ونظافته في قول الله تعالى؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}؛ من طهرها ونقاها وأبعدها عن الدنس والقذر ووجهها الوجهة الصحيحة، وارتفع بنفسه عن أشواك الطريق، أشواك المطامع والمصالح، أشواك الرجاء فيما عند الناس الذين لا يملكون جلب نفع ودفع ضر.
{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}؛ من دنسها وقذرها بالخطايا والمعاصي وبالظلم والتعدي على عباد الله.
للإسلام نظام للعدل والأمانة؛ يبين للحاكم موقفه، وأنه لا يستبد بمحكوميه، ولا يطغى عليهم، وليس الحكم غنيمة، وليس الحكم أُمنية يتطلع إليها ليغترف من خيراتها وأموالها.
إنما الحكم أمانة ومسؤولية، يُسئل عنها أمام الله، فلو عثرت بغلة، لو عثر حيوان في أقصى الأماكن التي يحكمها؛ لسأله الله عن هذا الحيوان، لِمَ لم تعبد له الطريق؟إن الإسلام نظام يجعل الحاكم مسئولاً يوم القيامة، وأن الحكم أمانة يجب أن يؤديها إلى أهلها، وأن الله سائل كل امرء عن ما استرعى؛ حفظ أم ضيع؟ و "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته".
وهكذا نجد الإسلام يشمل كل ميادين الحياة؛ المعاش والمعاد، الحرب والسلم، الدنيا والآخرة، الاقتصاد والسياسة، فيه نظام للأُسرة والبيت، ونظام للأفراد والجماعات، ونظام للسياسة والاقتصاد، ولم يترك الإسلام ميداناً من ميادين الحياة إلا وبينه، وقال فيه ما ينظم كل شأن من شؤون الحياة.
فكيف بعد هذا يقول قائل ويجرئ متجرأ؛ بأن الإسلام مكانه المسجد؟! وأن الإسلام لا تذكر مبادئه ولا تشرح أصوله إلا في المساجد؟! من الذي قال هذا؟! أافتراءً على الله؟! أشريعة غير شريعة الله؟! {قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
أنتم شهداء فلا تكتموا الشهادة، وقولوا لمن يتعدى على الإسلام؛ أنت ظالم، أنت مخطئ، فقف مكانك، لا تتجاوزه ولا تتعداه، وكيف تتحدث عن الإسلام؟! هل أنت من رجال الإسلام الذين درسوه ووعوا أحكامه وعرفوا أصوله؟!
نحن نعرف أن كل شيء فيه تخصص، فلماذا لا يكون الإسلام كذلك، لماذا نعتبر الإسلام؛ كلأ مباحاً، يتكلم فيه أي إنسان ويهرف بما لا يعرف، ويتجرأ على الله وعلى كتاب الله؟وهكذا يظن المسؤول؛ أنه حين يقول أن مكان الإسلام المسجد، ويتهدد ويتوعد، يظن؛ أننا نخاف؟! كيف نخاف؟! إننا لا نخاف إلا من مالك السموات والأرض، وخالق هذا الوجود، الذي بيده قبض الأرواح، والذي يحي ويميت، والذي يملك الأجل والرزق، كيف نخاف من مخلوق مهما كان مركزه، ومهما كانن مقامه في الوزارة أو في الامارة أو في أي مكان؟! فإننا لا نخافه ولا نرهبه، إن القلوب يجب أن تمتلئ من الله وحده، والخوف من ذي الجلال والاكرام؛ تخاف عظمته وهيبته ووقاره، {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً}.
إنه يهدد ويتوعد، ولابد أن نسمع كلامه ونترك كلام الله، ونترك ديننا، وإلا فهو السجن والمعتقل، وإلا فهو الإيذاء والتعذيب، وإلا فهو أن يُصب العذاب صباً وأن نجد من ألوان العذاب وأصناف الإيذاء ما وجده المسلمون، ووجده الآف المسلمين في السجون والمعتقلات؛ إنهم ضربوا بالسياط على ظهورهم وسائر أجسامهم، وأحرقوا بالنار وبالصعق الكهربائي، وأطلقت عليهم الكلاب المسعورة المجوعة، وعلقوا من أيديهم وأرجلهم، وهددوا بهتك الأعراض وإحضار نسائهم وأطفالهم ليفعهل بهم "كذا" و "كذا"، وهكذا صنع بالآلاف من المسلمين.
ثم نسمع النغمة تعود... نسمع التهديد والوعيد، وأن مكان الإسلام المسجد، وإلا [فسيعود] ما فُعِل في السجون والمعتقلات، وما أصاب المسلمين مما أصابهم ما يستطيع الإنسان أن يقوله، وما لا يستطيع أن يقوله؛ فضيحة وشناراً وعاراً لمن قاموا بهذا الأمر.
إنا لا نخاف إلا الله، مهما كانت السجون والمعتقلات، ومهما كان الإيذاء والتعذيب، فهذا هو طريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
طريق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهو يصدع بالدعوة حينما أُمر، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}، واجه البشرية كلها، واجه الظلم والطغيان، وأصحاب القوة والثروة، وأصحاب الحكم والسلطة، واجههم حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، لم تأخذه في الله لومة لائم، ولم يمتنع عن قول الحق... لم يمتنع عن قولة حق يجب أن تقال، ولم يقل أخر هذا المبدأ في الإسلام للوقت المناسب، إنما كل ماجاءه من عند الله؛ بلّغه وأدى رسالة ربه، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
وهكذا انطلق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق، لا يخاف أحداً، ولا يداهن في دعوته، ولم يتأخر عن كلمة حق كان ينبغي أن تقال، امتثالاً لأمر ربه؛ {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}، ودوا لو تلين فيلينون، لو تميل فيميلون، ودوا لو تداهن وتتنازل عن بعض مبادئك فيتنازلون، لكن الحق لا تنازل فيه أبداً، الحق واحد لا يتعدد ولا يتجزأ ولا ينقسم، إن الحق لا يمكن أن يتنازل عن أي مبدأ من مبادئه، فإذا تنازل الباطل؛ فإن الحق لا يتنازل أبداً، لأنه ليس كالباطل بلا مبادئ وليس [له] قواعد، إنما الحق هو الذي له هذه الأصول والقواعد والمبادئ، ولا يتنازل الحق عن صغير فيه أو كبير.
وهكذا لا يمكن أن يوجد معبر أو "كُبري" [5] بين الحق والباطل، لا يلتقي الحق والباطل أبداً، لا في أول الطريق، ولا في منتصف الطريق، ولا في نهاية الطريق، ولا يجلس الحق مع الباطل؛ يتفاوضان على مائدة مستديرة أو مستطيلة، فإن هذا قد ينفع في السياسة الملتوية والدبلوماسية المعوجة، لكنه لا ينفع مع الحق أبداً، هذا أسلوب تجاري؛ "أساومك بعشر! لا... بثمانية! فلنتفق على تسع!"، ينفع هذا في التجارة أو في السياسة، لكنه لا ينفع في أمر الإسلام، لا ينفع في الحق أبداً، فالحق لا يتنازل عن شيء من مبادئه.
وصدع النبي صلى الله عليه وسلم بالحق، ولم يخف في الله لومة لائم، ولم يداهن، ولم يلاين أبداً، ولم يرض أي أسلوب ضعيف أو كليل الحد، لم يرض هذه الأساليب الملتوية، إنما لابد أن يكون الحق واضحاً بيناً، لا غموض فيه ولا شبهة ولا التباس.
وهكذا... يخوفوننا بالإيذاء والتعذيب، بالكلاب المسعورة والصعق الكهربائي.
وخرج المسلمون من السجون وعندهم أمراض مختلفة؛ بعضهم أصيب بالصرع، وبعضهم أصيب بالشلل، وبعضهم أصابه من الأمراض العقلية ما أصابه، وبعضهم أصيب في رجليه أو يديه أو جسمه أصابات بالغة، ولكن كل هذا لا يُرهب المسلمين أبداً، ولا يوقفهم عن قولة الحق، لأنهم يعتقدون إن الذي يملك الرزق هو الله، والذي يملك الأجل هو الله، والذي يملك الضر والنفع هو الله، وأن أي مخلوق - مهما كان؛ وزيراً أو رئيساً - فإنه لا يملك من ذلك شيئاً أبداً.
والشيطان يجسم الخطب، ويضخم أوليائه، فلا تتبعوا الشيطان، {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، إنه يضخم من أوليائه، ويجسم هيبتهم وعظمتهم وسلطانهم، ويقول لهم؛ "إنهم قادرون على نقلكم من أماكنكم، وعلى أن ينقصوا من مكافأتكم وعلاواتكم، وقادرون على أن يحاربوكم في معاشكم، وقادرون على أن يفرقوا بينكم وبين أولادكم، ثم هم قادرون على أن ينقصوا من أجالكم"!
هذا كلام الشيطان، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، والله لا يستطيع أحد في الوجود من البشر؛ أن يُنقصك "قرشاً" واحداً، والله لا يستطيع أن ينقص أجلك ثانية واحدة، {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.
وهكذا... لا تخافوا من لا يملك شيئاً، وخافوا من يملك كل شيء، خافوا رب هذا الوجود، وفاطر السموات والأرض، وكل شيء يملكه ويدبره ويقدره، هذا هو الذي تخافونه، {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
لن يرهبنا أحد بإذن الله، وعليكم أن تستمروا في الدعوة إلى الله، وأن تبلغوا رسالة الله في كل مكان، وأن تبينوا للناس هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير مبالين بتهديد ولا وعيد، وغير مبالين بقول هذا المسؤول؛ (إن مكان الإسلام المسجد)!
لا أيها المسؤول! لا! سنرفض كلامك، ولا نبالي به، ونلقيه وراء ظهورنا... لماذا؟! لأننا لا نفضل كلامك - مهما كان سلطانك وقوتك - على كلام الله أبدا،ً فإن الذي يملك القوة والسلطان هو الله، {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}، وهم يعلمون؛ {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}.
وهكذا... يجب على المؤمن؛ أن لا يداهن في دينه وأن لا يلاين، وأن يأخذ دينه بعزم ونشاط، وقوة، {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وهكذا... لا يكن في دينك رخاوة، ولا طراوة، ولا ليونة، ولا ميل، ولا مداهنة، ولا مصانعة، إنما عليك أن تتمسك بدينك وأن تثبت على الحق، وإن الله معك؛ يؤديك بنصر من عنده.
أيها الإخوة الأجلاء...لا بد أن نتسلح... لا بالسلاح المعروف! إنما نتسلح بما تسلح به السلف الصالح، لقد تسلحوا بالإيمان، لقد آمنوا أشد الإيمان وأقواه وأمكنه وأخلده... أمنوا بالله وبنصره وتأييده، وأن الله ينصر من ينصر دينه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}. آمنوا بالله، وبأنه واحد لا شريك له، وحينما قالوا؛ "لا إله إلا الله"، قالوها مخلصين له الدين، مستيقنة بها قلوبهم، ثابتة عليها أفئدتهم. وآمنوا بالقائد والزعيم والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه خاتم النبيين والمرسلين، وأنه جاء بكل خير للإنسانية، كما أنه جنبها كل شر، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}. وآمنوا بالكتاب وبقدسيته وعظمته، {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}. وآمنوا بالإخوة وبحقوقها، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وآمنوا بالجزاء وبحقيته وبعدالته، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
هكذا آمنوا... فكان الإيمان هو الأمر الأول فيما يلتزمه المسلم من عدة وسلاح.* * *وكان الأمر الثاني، هو الجهاد...الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وآيات القرآنية ناطقة بالأمرين جميعاً، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، آمنوا بالله حين سمعوا منادي الإيمان؛ {أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}، وآمنوا بالجهاد، وبأنه الفرض الذي يقوي الإسلام ويدفع بأهله إلى أن يبلغوا رسالات ربهم.
ويُضرب الرجل.. يُقتل.. فماذا يقول والضربة تنفذ إلى أحشائه؟! يقول: (فزت ورب الكعبة)! ويقول الاخر: ولست أبالي حين أقتل مسلماً
|
| على أي جنب كان في الله مصرعي
|
لا بد من الإيمان بالله، والجهاد في سبيله، والتضحية بكل ما تملك لإعلاء كلمة الإسلام، فإذا قدمت حب الآباء والأبناء والإخوة والأموال والتجارة والسكن؛ فأنت بذلك خارج عما شرع الله وأوجب، ومن يفعل ذلك فلينتظر جزاء الفاسقين، {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.
أيها الإخوة الأجلاء...انطلقوا بالدعوة إلى الله، وبلغوها للناس في الآفاق، واذهبوا إلى المدن والريف، والعِزَب والكُفُور، وكل مكان، انطلقوا بدعوتكم بدينكم، وبينوه للناس، بينوا هدي رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم، لا تخافوا في الله لومة لائم، ولا ترتعبوا من قول مسئول، لا ترتعبوا ولا تخافوا من تهديدٍ أو وعيد، انطلقوا بالدعوة إلى الله، لا تداهنوا ولا تلاينوا ولا تميلوا ولا تبتعدوا عن قول الحق أبداً، مهما كان التهديد والوعيد، قوموا في الله قومة رجل واحد، وأعملوا لدينكم، وجاهدوا في الله حق جهاده؛ جاهدوا شباباً وشيوخاً، صغاراً وكباراً، جاهدوا في سبيل لتعلوا كلمة الله، {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.
اقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم.* * *الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد...
فيا عباد الله...أوصي نفسي وأوصيكم؛ بتقوى الله، وأعملوا للإسلام، وجدوا في نشره، فإن أهل الباطل يجدون في نشر باطلهم في الليل والنهار والصباح والمساء، ومعهم قوة، معهم قوة مالية، ومعهم قوة إعلامية، ومعهم قوة لنشر هذا الباطل، فنجد وسائل الإعلام؛ مواخير تنطلق في البيوت لتوقض الغرائز وتحيي الشهوات.
انطلقوا بالحق؛ قولوا الحق وإن كان مراً، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وارفعوا أصواتكم بهذا الحق، وقولوا للظالم؛ "أنت ظالم! فتوقف عن ظلمك"، هذا هو واجبك أيها المسلم.
واجبك أن تقول شهادة الحق، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ}، أنت مسؤول أمام الله عن كتمان الشهادة، هذه شهادة لابد أن تقولها، قل لهذا المسؤول الذي يزعم؛ أن الإسلام مكانه المسجد! قل له؛ "أنت ظالم بهذا القول، واعزف عن قولك، ابتعد عما تقول، ولا تخرب مساجد الله، لا تخربها بما تضعه عليها من رقابة"، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
لابد أن نرفع أصواتنا بقول الحق، لنقول لـ "رئيس مجلس الشعب"، وهو يمنع أن يتحدث أحد في تطبيق الشريعة الإسلامية.
وهكذا ظهرت الأحزاب على حقيقتها، الأحزاب التي كانت تُتاجر - وما زالت تتاجر - بالدين ظهرت على حقيقتها، كل الأحزاب [قدمت] في [برامجها]؛ [أنها تؤيد] تطبيق الشريعة الإسلامية، وواحد منهم يقول: (إن الشريعة الإسلامية هي المبدأ الوحيد... أو المبدأ الأصيل)! وظهرت برامج الأحزاب، وهي متاجرة بالدين، إن الأحزاب تتاجر بالإسلام؛ لتلقى أكثر أعداد من الأصوت، تتاجر بالإسلام وتقدم في برامجها؛ أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد.
وهكذا ظهر الحق، {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}، ظهروا على حقيقتهم حينما قام من يدافع الشريعة الإسلامية، فوقف الكل أمامه، وقالوا؛ "إن هذا ليس هو الوقت"! إنهم يحددون أوقاتاً للكلام عن الشريعة الإسلامية! وامتنع رئيس مجلس الشعب عن أن يعطي الكلمة لمن يريد أن يتحدث عن الشريعة الإسلامية.
قولوا لرئيس مجلس الشعب؛ "أن هذا الطريق المظلم الذي تسير فيه، طريق من سبقك من رؤساء مجالس الشعب، هذا الطريق المظلم يؤدي ويودي بك إلى جهنم وبئس القرار، إن كنت تؤمن بالجنة والنار، أم أنت لا تؤمن بشيء؟!"
إن الإنسان يجب أن يعرف دينه ويعرف أعداء الإسلام... يعرف أعداء الإسلام الذين يقفون للشريعة الإسلامية بالمرصاد.
ورئيس مجلس الشعب يقول: (إن الدورات السابقة قُطعت وقُطعت برامجها، وان هذه دورة ابتدأت، فلا بد أن نصرف عما قيل)، وأن تقنين الشريعة الإسلامية الذي اجتهد فيه علماء ومتخصصون يريد أن يضرب به عرض الحائط.
ونقول له؛ ومتى كأنت الشريعة الإسلامية تحتاج إلى تقنين؟! إنها تطبق بغير تقنين، ولقد طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبقها الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين، واستمر التطبيق للشريعة الإسلامية أكثر من عشرة قرون، ولم تكن مقننة في مواد، فمن الذي يزعم أن الشريعة الإسلامية تحتاج إلى تقنين؟! هذا باطل، [وهذه] محاولة للبعد عن تطبيق الشريعة الإسلامية.
ذكروه وذكروا أمثاله بقول الله تعالى في نظامه الإسلامي القضائي... ذكروه بقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}.
لم ينزل الكتاب ليقرأ في المآتم، ولم ينزل الكتاب ليتخذ أحجبة، ولم ينزل القران ليقرأ في السرادقات عند الأحزان، {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}، {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ}، احذرهم أن يفتنوك عن "بعض"! ما أنزل الله إليك، فإذا فتنونا عن كل ما أُنزل الله إلينا، وسحبوا الشريعة الإسلامية من كل ميادين الحياة، فماذا يكون الأمر؟ وماذا ننتظر؟ إلا غضب الله وسخطه!
فاسرعوا الخطى قبل أن يأتي غضب الله، ارفعوا أصواتكم؛ بأن الحكم بكتاب الله واجب وضرورة، وأننا نبتعد عن حكم الجاهلية، {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
وهكذا نجد من يصد الناس عن سبيل الله، ولا يعطي الكلمة لمن يريد أن يتحدث عن الشريعة الإسلامية، وظهر موقف الأحزاب.. جميع الأحزاب.. وهي تتاجر بدين الله، وهي تكذب على شعبها، تكذب على الأمة، حيث تعد بأنها تأخذ خطوات في تطبيق الشريعة، فإذا هي تمنتنع مجتمعة عن أن تتكلم مجرد الكلام في شريعة الله!
اعرفوا أيها الإخوة من يحارب الله ورسوله، وما جزاءه؛ {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}، {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
وهكذا يجب أن يتعاون كل مسلم، وأن يرفع صوته بأننا نريد أن نطبق الشريعة الإسلامية، وأن القوانين الوضعية أودت بنا إلى حالة من الفساد والفجور والذعر مما نراه، وقد اختطف البنات والنساء هنا وهناك، لأن العقوبات غير رادعة، ولأن الحدود لا تقام، ولو كانت هناك حدود تقام لرأيت الأمن والأمان، والسلم والسلام، ورأيت البعد عن الجريمة في كل مكان، فهذه هي "الأحداث" وها هي "الحوادث" [6] نراها هنا وهناك، فعلينا أن نرفع أصواتنا، وأن نقول لحكامنا أننا نريد أن نُحكم بكتاب الله، لا بقوانين وضعية من صنع البشر، وعلينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
أيها الإخوة...{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، {اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}.[c